البورصة المصرية والميكر «لعبة القط والفار»

هل أصبحت البورصة المصرية مرتعاً للمضاربات ومناخاً خصبا للتلاعبات بعد الأشهر العشر العجاف الماضية، والتي ذاق خلالها مستثمرو السوق «الأمرَّين» بدءاً بقرارات مايو الماضية ومروراً بالأزمة المالية العالمية حتي عادت السوق للاستفاقة مرة أخري مع اتخاذ بعض الدول الكبري لإجراءات تحفيز لاقتصادياتها وهو ما انعكس بالإيجاب علي أسواق المال العالمية والبورصات الخارجية بالتبعية علي البورصة المحلية التي شهدت معظم اسهمها ارتفاعات كبيرة خلال الأسابيع الستة الماضية،
والتي ركز خلالها المتلاعبون علي رفع وخفض أسعار الأسهم طبقا للتحاليل الفنية للأسهم وذلك لإيهام صغار المستثمرين بأن تحركات الأسهم طبيعية لكن المتبصر والمتابع لحركة وأداء أسهم السوق في معظم القطاعات سيلاحظ أن المضاربين اعتمدوا علي العودة إلي أسعار السوق خلال شهر «يونيو» من العام الماضي والتي وصلت فيها الأسعار إلي مستويات قياسية لم تشهدها من قبل حتي اعتاد المستثمرون متابعة الأسهم عبر أحد البرامج الإلكترونية «ميجا ستوك» للاطمئنان علي أموالهم التي وضعوها في أسهم سمعوا عن ورود أنباء إيجابية عنها، ومع صعود الأسهم جلسة تلو الأخري يستعيد «الغلابة» ذكريات الرواج آملين «تعويض» جزء من أصول رءوس أموالهم التي «احترقت» وسط نيران الهبوط التي أصابت جميع أسواق المال متحفزين إلي مشتريات جديدة وبين صعود الأسهم و«تسخين» المضاربات من خلال تنفيذ عمليات شراء قوية يدخل المتعاملون في مشتريات جديدة لتكوين مراكز مالية جديدة أيضا، آملين في تحقيق مكاسب حتي تأتيء اللحظة التي يقرر فيها المضارب الخروج من السهم وبالتالي ترك معظم المستثمرين «محبوسين» في أسعار مرتفعة حتي يضطروا إلي البيع بخسارة للتحول إلي شراء أسهم أخري علي أمل صعودها، وقد لاحظنا خلال الفترة الماضية صعود الكثير من أسهم السوق والتي تجاوزت نسب صعود بعضها الـ 100%، والغريب في الأمر اعتماد المتلاعبين علي طرق كثيرة في رفع أسعار الأسهم، منها «المنتديات» التي أصبحت قبلة أكثر من 90% من مستثمري السوق ليكون السيناريو تجميع «الميكر» لكمية كبيرة من السهم الذي يستهدف الصعود به ثم يقوم الميكر بنشر شائعات حول صعوده بطرق عدة، تكون المنتديات أولها ومع دخول المستثمرين علي تلك المنتديات وقراءة أسعار الأسهم والتوصيات نفاجأ خلال جلسة التداول بصعود السهم، الذي قام البعض بتوصية شرائه وهو عامل آخر لمساعدة «الميكر» علي الصعود بالسهم، خاصة أنه لن يظل يشتري طوال الوقت فتكون التوصيات هي النجدة التي من خلالها يقوم «بتصريف» بعض من الكميات التي كان قد قام بتجميعها من البداية وبأسعار منخفضة.